علاقات مختلفه
صفحة 1 من اصل 1
علاقات مختلفه
بسم الله الرحمن الرحيم
لا أعتقد أنني أضيف جديدا عندما أقول أن مجتمعنا يعاني من فصل شديد وغير مبرر بين الجنسين، ويبدو لي أن مضار هذا الفصل أكثر من منافعه بكثير. أنا على ثقة بأن الكثيرين سيقرؤون هذا الكلام، وسيرمونني على الفور بتهم إفساد المجتمع والدعوة إلى الاختلاط. التهمة الأولى لا تستحق بذل مجهود للرد عليها لأنني فرد من هذا المجتمع، ولا أعتقد أن أي منتم لأي مجتمع سيكون سعيدا بفساد مجتمعه.
أما التهمة الثانية فالرد عليها بسيط جدا: الاختلاط ليس محرما أصلا. وهؤلاء الذين يرون تحريمه بناء على قاعدة سد الذرائع قد لا يكونون على صواب، لأن المسألة في النهاية مسألة تقدير. ومن وجهة نظري، فإن قاعدة سد الذرائع هذه قد جلبت لنا من المفاسد أكثر مما جلبت من المصالح. هؤلاء الذين يحتجون بهذه القاعدة لمنع كل ما لا يروق لهم هم أساطين ثقافة الخوف، ومن المؤسف أن مجتمعنا قد وقع أسيرا لهذه الثقافة.
أعتقد أن هذا الفصل "الحاد"، كما وصفه الكاتب سعد البازعي، قد سبب الكثير من المشكلات لمجتمعنا. وأحد أهم هذه المشكلات هو الشكل المختل للعلاقات بين الشباب والفتيات. هذا الفصل أدى إلى خلق مجتمعين منفصلين بين الشباب والفتيات، وبسبب الحواجز الكثيرة أصبح مجرد الفضول لمعرفة ما يمكن أن يوجد وراء الطرف الآخر من السور جريمة خطيرة. والمنع، والتهويل، والترهيب، ليست بذات جدوى في هذه الحالات، فالممنوع - كما تعلمون - مرغوب دائما. ولا بد من الاعتراف بأن الانجذاب بين الجنسين هو غريزة فطرية وأمر طبيعي منذ بداية التاريخ.
الأمثلة لاختلال شكل العلاقات بين الشباب والفتيات في مجتمعنا كثيرة، ولست في وارد تعدادها هنا. لكن الصورة العامة يمكن تلخيصها في الآتي: المجتمع يصور الشباب كذئاب بشرية هدفها الوحيد هو الجنس والمتعة، ويصور الفتيات ككائنات ضعيفة لا تحسن التصرف يجب وضعها في صناديق مغلقة ومظلمة حتى لا يمكن لأحد الوصول لها. ما يحصل بعد ذلك، هو أن الشباب يغضب من التصوير السلبي ويقوم بارتكاب الخطأ من باب العناد وإغاظة الأوصياء، وأن الفتيات يحاولن الخروج من الصندوق حتى لو اضطرهم الأمر إلى أخذ الطريق الخطأ.
ما نحتاج إليه هو تنظيم العلاقات بين الشباب والفتيات بشكل يوفر لهذه العلاقات النمو بشكل صحي، ويضعها في إطارها الصحيح. بحيث إن حصل الاتفاق كان طريقا مؤديا إلى الهدف الأسمى لعلاقة إنسانية من هذا النوع، وإن لم يحصل الاتفاق كان الانفصال بشكل يوفر لكل طرف كرامته بلا ابتزاز أو نفاق. يجب على الجميع التخلص من سطوة ثقافة الخوف المسيطرة، ويجب على المتعنتين النظر إلى الأمور بواقعية. الوقت لا يسير في صالحنا، وأظن أن نسبة الطلاق العالية، والزيجات غير السعيدة، مؤشر واضح على وجود هذا الخلل المذكور آنفا.
الشبح
لا أعتقد أنني أضيف جديدا عندما أقول أن مجتمعنا يعاني من فصل شديد وغير مبرر بين الجنسين، ويبدو لي أن مضار هذا الفصل أكثر من منافعه بكثير. أنا على ثقة بأن الكثيرين سيقرؤون هذا الكلام، وسيرمونني على الفور بتهم إفساد المجتمع والدعوة إلى الاختلاط. التهمة الأولى لا تستحق بذل مجهود للرد عليها لأنني فرد من هذا المجتمع، ولا أعتقد أن أي منتم لأي مجتمع سيكون سعيدا بفساد مجتمعه.
أما التهمة الثانية فالرد عليها بسيط جدا: الاختلاط ليس محرما أصلا. وهؤلاء الذين يرون تحريمه بناء على قاعدة سد الذرائع قد لا يكونون على صواب، لأن المسألة في النهاية مسألة تقدير. ومن وجهة نظري، فإن قاعدة سد الذرائع هذه قد جلبت لنا من المفاسد أكثر مما جلبت من المصالح. هؤلاء الذين يحتجون بهذه القاعدة لمنع كل ما لا يروق لهم هم أساطين ثقافة الخوف، ومن المؤسف أن مجتمعنا قد وقع أسيرا لهذه الثقافة.
أعتقد أن هذا الفصل "الحاد"، كما وصفه الكاتب سعد البازعي، قد سبب الكثير من المشكلات لمجتمعنا. وأحد أهم هذه المشكلات هو الشكل المختل للعلاقات بين الشباب والفتيات. هذا الفصل أدى إلى خلق مجتمعين منفصلين بين الشباب والفتيات، وبسبب الحواجز الكثيرة أصبح مجرد الفضول لمعرفة ما يمكن أن يوجد وراء الطرف الآخر من السور جريمة خطيرة. والمنع، والتهويل، والترهيب، ليست بذات جدوى في هذه الحالات، فالممنوع - كما تعلمون - مرغوب دائما. ولا بد من الاعتراف بأن الانجذاب بين الجنسين هو غريزة فطرية وأمر طبيعي منذ بداية التاريخ.
الأمثلة لاختلال شكل العلاقات بين الشباب والفتيات في مجتمعنا كثيرة، ولست في وارد تعدادها هنا. لكن الصورة العامة يمكن تلخيصها في الآتي: المجتمع يصور الشباب كذئاب بشرية هدفها الوحيد هو الجنس والمتعة، ويصور الفتيات ككائنات ضعيفة لا تحسن التصرف يجب وضعها في صناديق مغلقة ومظلمة حتى لا يمكن لأحد الوصول لها. ما يحصل بعد ذلك، هو أن الشباب يغضب من التصوير السلبي ويقوم بارتكاب الخطأ من باب العناد وإغاظة الأوصياء، وأن الفتيات يحاولن الخروج من الصندوق حتى لو اضطرهم الأمر إلى أخذ الطريق الخطأ.
ما نحتاج إليه هو تنظيم العلاقات بين الشباب والفتيات بشكل يوفر لهذه العلاقات النمو بشكل صحي، ويضعها في إطارها الصحيح. بحيث إن حصل الاتفاق كان طريقا مؤديا إلى الهدف الأسمى لعلاقة إنسانية من هذا النوع، وإن لم يحصل الاتفاق كان الانفصال بشكل يوفر لكل طرف كرامته بلا ابتزاز أو نفاق. يجب على الجميع التخلص من سطوة ثقافة الخوف المسيطرة، ويجب على المتعنتين النظر إلى الأمور بواقعية. الوقت لا يسير في صالحنا، وأظن أن نسبة الطلاق العالية، والزيجات غير السعيدة، مؤشر واضح على وجود هذا الخلل المذكور آنفا.
الشبح
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى